خلق الله الخنزير كأحد مخلوقاته في هذا الكون الواسع، وأوجد له دوراً محدداً في الطبيعة والبيئة، إن الخنزير كغيره من الحيوانات يلعب دوراً في توازن البيئة والحفاظ عليها، وله قيمة غذائية واقتصادية في بعض الثقافات والمجتمعات، لكن على الرغم من ذلك، فإن الله حرم أكل لحم الخنزير على البشر في الإسلام وغيره من الديانات، وهذا الحرمان له أسباب وحكم وراءها تعالى الله الحكيم العليم، إن الله خلقنا وعلم بحاجاتنا الفطرية وما ينفعنا وما يضرنا، فحرمان لحم الخنزير يعود إلى العديد من الأسباب والمنافع التي يجهلها الإنسان.

لماذا خلق الله الخنزير

أولاً، يعتبر لحم الخنزير من اللحوم التي قد تسبب للإنسان العديد من الأمراض والعدوى الخطيرة مثل الطفيليات والديدان التي قد تنتقل من الخنزير إلى الإنسان عند تناول لحمها دون طهي جيد، ومن الأسباب الطبية التي قد تكون وراء حرمان لحم الخنزير هو أن جهاز هضم الإنسان ليس متكيفاً بشكل كامل مع هضم بعض المركبات الكيميائية والدهون الثقيلة الموجودة في لحم الخنزير، مما يزيد من فرصة حدوث مشاكل هضمية وأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ثانياً، تحتوي لحم الخنزير على نسبة عالية من الشحوم الضارة بالصحة، والتي يمكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكري لذا، يرى الإسلام أن حماية صحة الإنسان والحفاظ على سلامته جسدياً وروحياً هي أمور أساسية. ثالثا من الناحية العقلية والروحية، قد تكون حرمة أكل لحم الخنزير هي اختبار للقدرة على الامتناع والطاعة لأمر الله رغم شهوات الجسد، وتعتبر القوانين الدينية والشرعية في الديانات السماوية بمثابة توجيهات وتعاليم لتنظيم حياة الإنسان وتهيئته للعيش في سلام وسعادة.

اكل الخنزير

يجب أن ندرك أن لنا كبشر حقوق وواجبات لنحافظ على صحتنا الجسدية والروحية ونعيش حياة مستقرة ومتوازنة، وحرمة أكل لحم الخنزير لا تأتي إلا لأسباب ومصالح معينة، وعلينا أن نقبل ونحترم هذه الحكمة ونتبع تعاليم الدين والشريعة الإلهية، وإن الله خالق الكون والحياة وعالم بخلقه وأخطائه، وهو الأعلم الحكيم في كل شيء.