في الآونة الأخيرة، انتشرت قصص على الإنترنت تثير الدهشة وتترك انطباعاً عميقاً في العقول، ومن بين هذه القصص كانت تلك التي تتعلق بقرار غريب من نوعه، حيث يزعم بعضها أن دولة تونس قد سمحت للمرأة بالزواج بأكثر من رجل في نفس الوقت ولم يمر هذا الخبر دون أن يثير جدلاً واسعاً، فقد رأى البعض في هذا القرار انتهاكاً للقيم الدينية والتقاليد الاجتماعية، بينما اعتبره آخرون استجابة لحقوق الإنسان وتعزيزاً لحرية المرأة وبالفعل، فإن هذا الجدل ليس محصوراً داخل الحدود الوطنية، بل تجاوزها ليمتد إلى المناقشات العالمية حول مفهوم الزواج وحقوق المرأة.

هذه الدولة هي أول دولة عربية تسمح للنساء بالزواج أكثر من مرة

إن بداية هذه القصة الغريبة تعود إلى لحظة إعلان سندس، مواطنة تونسية، عن قرارها بالزواج للمرة الثانية، مع الإبقاء على زواجها الأول ساري المفعول وأكدت سندس بجرأة أنها ستحافظ على حقوق والتزامات كلا زوجيها دون تمييز أو تحيز. ومع إشعار سندس، اندلعت جدالات واسعة النطاق، ففي حين رأى البعض في قرارها تجاوزاً للقوانين والمبادئ الدينية، اعتبر آخرون أن القانون التونسي يسمح بهذه الممارسة وأن سندس تمارس حقوقها الفردية بحرية تامة وهذه القصة تجسد صراعاً معقداً بين المبادئ الدينية والقوانين الوطنية، وحقوق الفردية، وتثير تساؤلات حول طبيعة الزواج وحريات المرأة في المجتمع الحديث.

حقيقة هذه القصة

التناقض في القانون التونسي بين عدم منع تعدد الزوجات للإناث وجرمه للذكور أثار جدلاً محتدماً في المجتمع. هذا الجدل يدور حول مدى حق المرأة التونسية في التمتع بتعدد الزوجات، فبينما يرى البعض في هذا الأمر انتهاكاً للقيم الأخلاقية والدينية، يعتبر آخرون أنه حق مشروع يجب احترامه وتوفيره للمرأة ورغم ذلك، فإن المسألة لا تزال محط جدل، مع انتظار الكثيرين قرارًا قانونيًا واضحًا من السلطات التونسية وفي غياب هذا القرار، فإن التساؤلات والجدل ما زالا قائمين، ولا يوجد حتى الآن اتفاق نهائي بشأن هذه القضية المعقدة والمحسومة.